يرتبط موضوع صنع واتخاذ القرار بالقيادة، فالقيادة الجيدة هي في جزئها الأكبر عبارة عن قرار، كما أن صنع واتخاذ القرار الفردي والجماعي من أهم مستلزمات العمل القيادي، تناول المحاضر مبادئ ومفاهيم صنع واتخاذ القرار كونه أمراً ضرورياً للقائد و المسؤول في مراحل الادارة الاكاديمية او الادارية او المالية كافة فيالجامعات والمنظمات والمجتمع عموما.
القرار كلمة لاتينية تعني القطع أو الفصل، أي تغليب أحد الجانبين على الآخر. والقرار الإداري هو الوسيلة المستخدمة من المختصين في المؤسسة أو المنظمة لتسيير العمل فيها. أو هو مسلك محدد يتم اختياره من بين بدائل عديدة لمواجهة المشاكل الاكاديمية في ضوء معايير نظرية وعملية تتضمن سلامة الاختيار ومرونته وقدرته على مواكبة التغييرات المستقبلية في المؤسسة التعليمية..
أما صنع القرار فيُعرَّف بأنه سلسلة الاستجابات الفردية أو الجماعية التي تنتهي باختيار البديل الأنسب في مواجهة موقف معين. فهو الاختيار الواعي بين البدائل المتاحة في موقف معين.
العناصر الأساسية التي يتكون منها القرار هي:
1 .موقف أو مشكلة تواجه الفرد وتدفعه لاتخاذ قرار لحلها.
2.متخذ القرار، أهدافه وقيمه وقدراته الشخصية والفكرية والاجتماعية
3. الحلول والبدائل المتاحة للمفاضلة، واختيار الأفضل لحل المشكل.
4. النتائج الإيجابية والسلبية المتوقعة للقرار على المدى القصير والبعيد
5. استمرارية القرار وقابليته للبقاء، ويعني تعديل القرار أو تطويره بما يتفق مع الحل الأمثل للمشكلة.
6. المناخ الذي يتم فيه اتخاذ القرار (الموارد المتاحة، أنواع الأنشطة لتنفيذ القرار، النتائج)، وأفضل مناخ هو الديمقراطي القائم على المشاركة والشورى، واعتماد السلطة على المعارف والمهارات لا النفوذ. وهذا يعني أن مرحلة اتخاذ القرار هي في الحقيقة عمل إداري يمثل جانبًا واحدًا في عملية صنع القرار، فصنع القرار لا يعني اتخاذ القرار فحسب وإنما هو تنظيم أو عملية معقدة تتدخل فيها عوامل عدة تتعلق بأهداف والرؤية المستقبلية والسياسات العامة لمؤسساتنا التربوية والتعليمية. وهنالك نواعن من القرارات: القرار الفردي هو القرار الذي ينفرد فيه المدير دون أن يشارك أو يتشاور مع المعنيين، ويعكس الأسلوب البيروقراطي التسلطي في الإدارة.
والقرار الجماعي هو ثمرة جهد ومشاركة من جانب متخذ القرار مع المعنيين/المنتسبين، ويمثل الأسلوب الديمقراطي في الإدارة و هو الافضل لادارة المؤسسات وبالذات التعليمية.
يبقى ان نشير الى ان أتخاذ او صناعةالقرار يحب ان تستند جوهرياً على اهداف المؤسسة التعليمية الجامعية المنظمة وأسلوبها في الإدارة والثقافة التنظيمية السائدة فيها، و مدى ثقافة وقدرات ومهارات وامكانات واهتمامات المسؤول الشخصية لتقبل و تسريع التعيير و إرساء البدائل الناجحة بالادارة وقيادة معيته لقناعاتهم بقدراته وتفوقه. ومن مجالات السلوك القيادي:التوجيه، حيث يوضح القائد التوقعات ويخبر أعضاء الجماعة بالنظام.الدعم، حيث يعامل القائد أتباعه على قدم المساواة. المشاركة، حيث يشارك القائد الأتباع في اتخاذ القرار. التوجه نحو الإنجاز، حيث يضع القائد أهدافًا تجعل الأتباع في حالة تحد للوصول إليها، مع إظهار الثقة بهم وبقدرتهم على تحقيقها.
أما مزايا المشاركة الجماعية لمنتسبي المؤ سسة في صنع القرارات المهمة كما في النظام الاداري الديمقراطي فتتلخص بمايأتي:الشعور بالأهمية. تقبل التغيير.سهولة توجيه الآخرين. تحقيق كفاية العمل. تحسين نوعية القرارات وضمان عناصر ديمومتها وبالتالي وضوح الاختصاصات المحددة لكل أعضاء فريق العمل والاستجابة للتوجيهات والتعليمات لانهم يشعرون بأهميتها وفائدتها وليس مجبرين (قسريا) على تنفذها حتى وان لم يؤمنوا بها كما في النظام البيروقراطي التسلطي (والذي بالحقيقة هو أسهل كأسلوب اداري للمبتدئين وعديمي الخبرة و قضيري وجهة النظر وهذه لايرتقي الى مستوى ومنظار القيادة الادارية البناءة لابل يعتبر من المنتفعين الاداريين..!).