تناولت محاضرة اليوم كل من القيادة الميدانية والقوى العاملة مهما اختلفت مسمياتها واشكالها من خلال تقييم درجة المخاطر التي تواجه المؤسسة التعليمية (أو اية مؤسسة تربوية او حتى انتاجية) وايجاد الحلول الناجحة لها وبالتعاون والتنسيق والتفاعل الايجابي مابين عناصر العملية التعليمية (او الانتاجية). بالاساس يعتمد هذا المنطلق على تنمية تلك العناصر من خلال ادراك المستوى التعليمي وتحليله لوضع الخطط المناسبة للبدء بعملية التدريب لخلق العناصر الجديدة من خلال نقل حالة السلوك والتصرف لدى المتدرب الى حالة ايجابية اكثر تطورا من سابقاتها وبالتالي الحفاظ على استدامة الحالة الجديدة من خلال اعتماد التقويم المستمر وعلى مديات زمنية ملائمة لظروف المؤسسة التعليمية لخلق حالة من النهضة الهادفة الى التطوير والتنمية والبناء الخلاقة والتي لاتسمح للمتدرب الى الركون الى الحالة السلبية او الى الراحة ونخسر عنصر اساس من عناصر التطور لتلك المؤسسة. ومن متطلبات نجاح المؤسسات بشكل عام هووضع الخطط اللازمة للنهضة بأي من عناصر المخاطر او المشاكل والتي تظل عاجزة عن تحقيق مانصبو اليه (اي الخطط ) والتي تبقى ضمن اطارها النظري البحت ان لم يرافقها العنصر الاخر المكمل الا وهو العمل (او الفعل) لتنفيذ هذه الخطط وبالتالي نحصل على الثمرة او الناتج المطلوب الوصول اليه وفق المعادلة الاتية ( خطط + فعل = ناتج
Plans+Actions/behaviors=outcomes
) فعلية تبقى الخطط لوحده او الفعل لوحده عاجزة عن تحقيق النتيجة المتوخاة او المطلوبة من خلق او زرع تصرف او سلوك جديد عند المتدرب.وهنالك امثلة عديدة ابرزها مراحل التدريب الاولية للسياقة الى الوصول الى اتقان السياقة لتصبح جزء من حياتنا الاعتيادية اليومية وبدون عناء او جهد كبير كما في مرحلة الرهبة الاولى (مرحلة التدريب والخوف والتردد والصعوبات المرافقه لها)، فهكذا اي مشروع انمائي للسلوك او التصرف البشري وبالطبع يبرز
هنا الدور الطليعي للقيادة من خلال تبني المشروع التنموي وتهيئة مستلزمات نجاحه وتوفير الموارد والمستلزمات لانجازه بشكل تام وناجح. يظهر دور القيادة مليا من خلال تبني الدورات التدريبية وحماية المنتسبين والمتدربية ورعايتهم وقبول حالة الخطأ لكونها حالة انسانية مقبولة (الى حد ما) ضمن مشروع النهضة التنموية للعاملين لتطوير قابلياتهم وامكاناتهم وبالتالي ضمان انتمائهم وولائهم الى تلك المؤسسة والعمل على النجاح بعملهم لمؤسستهم لانها رعتهم واوصلتهم الى مرحلة الشعور بالمسؤولية الواعية لاعمالهم ولاقرانهم الاخرين بالعمل وبالتالي خلق جوا ايجابيا تفاعليا متضامنا يقضي على الكثير من عناصر الفردية والانانية وانتشال المنتسب من حالة التقوقع الفردية او المجاميع الصغيرة ذات الولاءات الهامشية والاراء المشتتة والجيوب المعرقلة ونقلهم الى الحالة التفاعلية الايجابية المؤسسية وخلق روح الفريق الواحد وتنمية روح الاداء والفعل الجماعي المبدع للجميع وبذلك تصبح المؤسسة منتجة و تصبو الى الابداع والتطوير والنجاح بمشاريعها المستقبلية. أذن هي المرحلة الانتقالية التي تكون عادة شاقة وصعبة ومجهولة عند المتدرب والمنتسب (مرحلة تعلم قيادة السيارة)..ولكن عندما نوصل المتدرب الى اتقان العمل وفق البرنامج التدريبي الناجد والمتماسك نكون قد هيأنا سلوكا وتصرفا يجيد العمل وفق القواعد والقوانين والتعليمات التي توفرها المؤسسو (قيادة المؤسسة ذاتها) وبالتالي تتولى قيادة المؤسسة صمان عدم الرجوع(complacency) الى التصرف القديم ولو بنسبة بسيطة من خلال ادامة المراجعة المستمرة للبرناتمج وجعلة جزء من الحالة الاعتيادية في حياة المتدرب.إن برنامج كهذا يضمن لنا نقلة نوعية بملاكاتنا العلمية والتربوية من خلال اعتماد منهج العليم المستمر واغناءه بخطط علمية وعملية تحاكي المخاطر (والمشاكل او المعوقات للعمل اليومي) وتعالج كل مظاهر ضعف الاداء الوظيفي او أصلاح ماهو أدنى من المستوى المطلوب ورفع الكفاءة وتنمية عناصر التطور الانساني لنقل الانسان الى ادراك مسؤولياته وخلق الحافز الذاتي وبالتالي الوصول الى الحالة الايجابية العامة والتي ستفضي الى تحقيق التطور المنشود او الانتاج المطلوب.